قال وزير الصيد والاقتصاد البحري محمد ولد عابدين ولد امعييف إن أسماك السطح الصغيرة تشكل الجزء الأكبر من الثروة السمكية المستغلة فى منطقة شمال غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن الإنتاج السنوي من هذه الأنواع السمكية يصل حوالي 2,5 مليون طن أي أكثر من 80% بالمائة من إجمالي الكميات المصطادة فى هذه المنطقة.

وأوضح "أن هذه الثروة تؤدي أدوارا اقتصادية واجتماعية هامة من حيث مساهمتها المعتبرة في الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل فى شبه المنطقة".

الوزير قال أيضا إن "التطورات الأخيرة لاستغلال هذه الثروة وتنوع استخدامها أدى إلى تنامي الصيد مما قد يهدد استدامتها، مبرزا أن التقييم العلمي الحديث لحالة مخزونات أسماك السطح الصغيرة يظهر تناقصا فى الكتلة الحية لهذه الأنواع بسبب التأثيرات الآنفة الذكر وضعف التشاور بين الدول التى تتقاسم هذه الثروة".

وأضاف "إن الوضعية الحالية للمخزونات تستدعي منّا جميعا اهتماما مضاعفا بهذه الثروة من أجل ضمان اسنغلال مستدام يوائم بين الحفاظ على الثروة وتعظيم العائدات الاجتماعية والاقتصادية لها وتجنب انهيارها".

وبين أن موريتانيا تولي اهتماما خاصا للمحافظة على هذه الثروة واستدامتها تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الهادفة إلى النهوض بالقطاع وجعله رافعة للاقتصاد الوطني وتجسيدا لهذه الرؤية وضعت البلاد استراتيجية للصيد والاقتصاد البحري تمحورت حول المحافظة على الثروة البحرية وبيئتها والعمل على الاستفادة من قطاعات الاقتصاد البحري والحكامة الرشيدة في هذا المجال.

وكان الوزير ولد أمعييف يتحدث اليوم الثلاثاء، في الندوة العلمية المنظمة من طرف المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد بالتعاون مع الشراكة الإقليمية للمحافظة على المناطق الساحلية والبحرية وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وشركاء آخرين.

وجرى افتتاح الندوة العلمية المذكورة، والتي تناولت موضوع "أسماك السطح الصغيرة وبيئتها الحاضنة فى ظل التغيرات المناخية والاستغلال المكثف وتعدد استخدامات المجال البحري" بحضور بعض أعضاء الحكومة والأمين العام لوزارة الصيد والاقتصاد البحري وشخصيات رسمية أخرى.